أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

كل صباح

.. كعادتي كل صباح، أخذت فنجان قهوتي و خرجت به إلى الشرفة لأتناوله تحت وقع طلوع الشمس و شروقها الذي أصبح يأتينا معتما منذ مدة طويلة أتمنى ان يبقى كل شيء كما تركته ، الكرسي و الطاولة، كثيرون كانوا يتمنون أن يعيشوا مكاني، حيث الطيور و رصد الناس المارة، و الاستمتاع بزقزقة العصافير. وبين اللحظة واللحظة تطرق باب عقلي الذكريات و يفتح قلبي ليجبر دموعي على النزول. كثيرون من يحسدونني، و لا يدري هؤلاء أنني أشعر في كل دقيقة من عمري أن ذلك البيت لا يكفيني، و لا تكفيني ملايين البيوت مثله، بل أراها ضيقة باردة شديدة الظلمة، و أرى ذلك الشروق على أنه مغيب و أنني لن أرى ذلك
الشروق ما حييت، و أحسب الطيور تريد إغضابي غصبا عني، و أظن ظنا مؤكدا أن تغريدات تفعلها الطيور متعمدة لترى دموعي كل وقت و كل زمان و في كل مكان. إنه جرح، بل إنها جراح.. بل إنها عذاب.. بل إنها جحيم! فصدقوني لا أرى نورا في هذه الحياة و لا أستطعم ذوقا لها و لا أحس أصلا بوجودي فيها، فلوعة الفراق تقطع قلبي و سمه يقتلني! آه يا حياتي، آه يا عباد الله، اشتقت لبيتي ، آه يا أماه قد اشتقت إليك!

*حسين خلف موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق