أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

بيتي الصغير

... استيقظت هذا الصباح مبكرا كعادتي. وكانت رائحة القهوة يفوح عبقها معطرا المنزل برائحة زكيه، وكانت زوجتي قد سبقني في النهوض واعدتها لكي نشربها قبل انصرافي الى عملي تناولنا القهوة سويا .استيقظت ابنتي والتي لا يتجاوز عمرها الست سنوات وبضعة اشهر وبدأت زوجتي تساعدها في تجهيز نفسها للذهاب الى المدرسة  ذهبت بها ممسكة بيدها الصغيرة كي توصلها الى المدرسة القريبة ووقفت انا بدوري اراقبهما من وراء زجاج النافدة، يشدني شوقا
الى اختلاس النظر اليهما دون ان يلاحظاني او يشعر أحد بما يختلج بصدري من شوق لطفلتي بعد خروجهما بدقائق. اراقب هذا المشهد يوميا بلا كلل او ملل ويتحرك لساني بكلمات الدعاء بالسلامة والخير. ويبدا مشوار الانتظار الطويل والممل ليعيد المشهد نفسه يوميا لحظات استيقظ ابني الصغير وراح يداعب يداي ويشدني من شعري ويطلب مني الالتفات اليه وعيناه تنظران الي نظرات ملؤها الحب واشعر بقلبي يخفق متسارعا فلقد استيقظ طفلي الصغير ليمتلئ قلبي نشوة وفرح وحب لحياتي البسيطة وبيتي الصغير المتواضع وزوجتي الطيبة واولادي الاعزاء واشعر بكرم الله تعالى علي وعلى عائلتي الصغيرة فأشكره مرارا وتكرارا على نعمه وادعوه بأن يكون هذا الصباح صباح خير وسلام وبركة علي وعلى كل من يمر عبر هذه الكلمات.

* حسين خلف موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق