أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

خواطر أدبية > شعر العامية

شعر العامية

شعر العامية هو كل ما يكتب باللهجات المحلية للبلدان العربية سواء كان زجلا أو نبطيًّا أو شعرًا شعبيًّا، وقد اتفق في مصر على إطلاق مسمى شعر العامية على الشعر المكتوب باللهجة المصرية، ولكن موقع "موهوب" هو موقع لكل المواهب العربية فقد أطلقنا هذه التسمية على كل فروع الشعر المكتوب باللهجات المحلية. والشعر العامي من الفنون القديمة، ازدادت الحاجة إليه نتيجة تفشي الأمية التعليمية بالبلاد العربية،
وكما حدث لشعر الفصحى حين انتقل من العمودية إلي القصيدة الحرة، كذلك انتقل شعر العامية من القالب الزجلي إلى القصيدة الحديثة مع الحفاظ على مكانة الزجل في مصر والشعر النبطي في بلدان الخليج العربي. ويتفرع شعر العامية إلى:

الشعر النبطي

هو الشعر الشعبي لأبناء الجزيرة العربية وهو شعر البادية، جزل المعاني، قوى العبارة، دقيق في إصابة أهدافه ويعتبر فرسانه أكثر شعراء العرب عددًا، وهو يعتمد على البناء التقليدي للشعر، فالبيت ينقسم إلى شطرين، وفي معظمه تكون كل قوافي الشعر الأول من البيت متماثلة، وكل قوافي الشطر الثاني متماثلة، كما أنه يخضع لأوزان الشعر العربي، وإن كان النطق يلعب دورًا مهمًّا في هذه الناحية، لاختلاف اللهجات العربية من بيئة إلى أخرى، كما أن الموسيقى الداخلية في الشعر النبطي تعطيه إيقاعًا خاصًّا، مما جعله مفضلا بدرجة كبيرة لدى أبناء جزيرة العرب، ومن فروعه السامري والهجيني والمسحوب.

الزجل المصري

الزجل فن مصري أصيل به الكثير من الروائع الأدبية وخاصة تلك التي أبدعها أساتذة هذا الفن أمثال عبد الله النديم وبيرم التونسي، وكانوا قديمًا يقيمون مناظرات زجلية بالأسواق وهي مباريات تقام بين الشعراء الزاجلين وبها مراهنات، ثم توقفت هذه المساجلات مع تقديم وسائل النشر والإعلام، والزجل يماثل في طبيعته الشعر العمودي، فهو يعتمد أيضًا على البيت المكون من شطرين وعلى نفس أوزان الشعر المعروف، ويلتزم كذلك بالقافية الواحدة وقد تتعدد في القصيدة الواحدة، ولكنها تتماثل . شعر باللهجات العامية

رغم اتفاقنا على أن اللغة العربية الفصحى هي اللغة الأم التي يتحدث بها جميع الشعوب العربية، إلا أن هذه الشعوب لها لهجات خاصة اشتقت كلماتها من اللغة الأم، كما أن الأمر لا يقتصر على كون الشعب الواحد له لهجة واحدة وإنما تعددت اللهجات داخل المنطقة الواحدة في بعض الأحيان داخل المدينة الواحدة، فاللهجات العربية كثيرة جدا وإن كانت جميعها مفهومة من الجميع وليس هناك أية صعوبة في فهم قصيدة كتبت مثلا باللهجة السورية على الآخرين فهي لهجات متقاربة والأمر لا يعدو أن يكون استخدام مرادف دون آخر أو استبدال حرف في اللغة الأم بحرف آخر، ولقد صاحب ظهور شعر العامية المصرية والذي يعد بناء جديدا لشكل الزجل المصري وطرح مضامين وصور لم تكن مألوفة من قبل ظهور شكل مماثل في بقية البلدان العربية، وهو نوع من التواصل والتراسل بين أبعاد الأمة الواحدة.

الشعر الشعبي

صاحبت ثورة الشعراء على عمودية شعر الفصحي ووحدة رويه وقوافيه، ثورة مماثلة على الزجل المصري فتغير شكل القصيدة الشعبية وكذلك المضامين والموضوعات التي كانت تتناولها وكان للتغيير الاجتماعي الذي حدث للمجتمع المصري بعد ثورة يوليو 52 أثر بالغ في هذا التحول وعرفنا نوعاً جديداً من الشعر الذي يكتب باللهجة العامية المصرية والذي يسمي بالزجل، عرفنا القصيدة ذات التفعيلة والقوافي المتعددة وقصائد تتحدث عن الفقر والجهل والمعاناة والنضال الوطني وتحمل في حياتها رياح أيديولوجية جديدة مما أطلق عليه في حينه بشعر العامية المصرية وظهر لهذه القصيدة فرسان جدد من أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين ولاقت هذه القصيدة العامية إقبالاً من الجماهير وتوالت موجات وأجيال شعراء العامية فظهر في الجيل الثاني فؤاد نجم وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي الذي نال جائزة الدولة التقديرية كأول شاعر شعبي يحصل على تقدير الدولة وهو اعتراف ضمني بفضل الشعر الشعبي في عملية التثقيف والتنوير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق