أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

حــــلـم

...‏ عند السفح الجنوبي من المرتفع القريب من القرية عند نبع الماء كانت تنتظره، تقدم نحوها وبدون أن يشعر وبكل حنان ولهفة ضمها بين ذراعيه، ثم ألقت رأسها فوق صدره. قال لها: حياتي أنت، يا بقية العمر. بدت على وجهها ابتسامة خجولة، رفع رأسها بيديه، رأى عينيها دامعتين وأهدابها ذابلة. همس لها: احبك بصمتٍ. نظرت إلى طرفِ عينيه بصفاءٍ، رأت عينيه مثقلتين بالدموع تحكي وتدمع. احنى رأسه بكبرياءٍ وكل شيء فيه يعاني
انشطار ذاته. وقال :معذبتي, وضمها من جديد وشدها أكثر وغاب في الحنين. وبدون أن يدري اندفعت أنامله بين خصلات شعرها ثم غابا في قبلة طويلة وخُيّل إليه انه يطير بها إلى سابع سموات، فجأة تراجع، استجمع قواه وبعيدا ركض عنها تاركا إياها تلملم بعضها. ثم قالت: سأبقى بعيدة عن الناس هنا عند النبع انتظرك. كي يبقى حبنا كنقاء الماء وزرقة السماء. مرت أيام وشهور وهي تنتظر عودته، بدون فائدة. مَلّتْ الانتظار، وبعد أن أعياها الضجر والفراغ والألم والحرمان، يئست نظراتها أوحت لكل من يشاهدها أنها ضائعة . ذات مساء أصغت إلى حلمها الجميل أتاها صوت صداه أقوى من صوت الرعد يقول: أنا هنا أشاهد الأرض كغيمة بيضاء أشاهدك حورية تزرعين أحلامك في حديقتي وغدا ستكونين حيث أنا الآن أكون. استفاقت من حلمها وأدركت أن سبب غيابه الموت، ثم انزوت .

* حسين خلف موسى‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق