أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

تلك الأيام 2

 2 
 وددت لو أني كلمة من قصيدة شعر، لو أني أغنية تضمها شفتاك مدى العمر لكان احلى من ان تزرع الامل بيتنا المهجور، دربي انا مزروع بالغصات والآهات والاشواك، دربي تروى بشلالات الدموع فأي امل تزرع، ان الامل ميؤوس منه وانا لم أزل برعما على غص الحياة، ضعت أنا وتهت في مسالك الطريق ولم أصل، كل شيء أسود .. أجرد .. رمادي كقلبي المتعب، كل شيء دامع .. كئيب .. ضائع .. كنفسي الضائعة، كالطريق التي خدعتني وضللتني، كأفكاري المشتتة التي شردتني ورمتني بين الاشواك كأيامي المظلمة، القلقة الأرقة التي لا تستقر، كل شيء مشرد مثلي مجروح موجوع ضائع كأيامي
الضائعة. الى اين انا يا انا ؟ . الى أين تقودني يا أملي ؟ ما زلت أسير بصمت في دربي العرجاء المخيفة الظالمة. الى أين يا وجعي يا ضياعي يا عذابي الى أين ؟ الى اين؟ وحتى متى تقودني اصوات البوم التي تعربد في داخلي، أه يا تمردي لقد لفني ضباب اليأس وكل شيء قد تحطم . فجأة جاء من أنتظره جاء إلي يحمل كتابا، وبلهفة ضمني بين ذراعيه وألقى رأسي فوق صدره، وقال: حياتي أنت وليس لي حياة بعدك. ولم اتكلم وبقي راسي المتعب ملقى فوق صدره فرفع وجهي بيده ونظر الي فرأى عيني دامعتين واهدابي ذابلة وهمس... ماذا همس؟ وبطرف عيني الموجع رنوت الى صفاء عينيه ليرى اللاماذا في عيني تحكي وتعاتب، فحنا رأسه كأنه يتذكر, وقال : أنت جنيتي ، كتابي انتهى وسكونين أول من يقرأه. وضمني من جديد إليه وغاب في الأبعد. وقال : إقرائي كتابي وأعطيني رأيك. قلت : ماذا أقرأ ؟ قصة حياتي الحزينة، أيامي معك، أحاسيسك المذبذبة . فتحت الكتاب وقرات بصوت مخنوق بالغصات وتوقفت ولم استطع ان اتابع. أي ام ي م ع اه ا وعاد يقول: تابعي.. تابعي وتقدم نحوي وضمني بعنف وهم بي أن يطير، فتراجعت وترددت، قال : لماذا يا حبيبتي. استجمعت بعضي وقلت: كنا فصرخ : وما زلنا. وكأنه لم يصدق، جلس جانبا مذهول لا يدري ماذا يفعل فاحلولى لقلبي موقفه وبدون أن أدري دفعت أناملي في خصلات شعره المبعثرة وداعبتها ثم غبت في رحلة طويله الى عالما بعيد, وقبل ان انتشي صرخت فجأة حنانيك انا لن اصلح لك انا طريقي شاقة مسيجة بالأشواك يغمرها ظلام موحش وعواصف المخيفة، أما تسمعني دعني اتخبط في يم اليأس أنا ما اخترت لنفسي ما بنفسي فلا ترتجي مني شيئا، أنا أحب الحياة لكني رضيت بما أختار لي القدر, اما انت فستبقى بقلبي، ستظل فكرة غالية وذكرى رائعة وأنت بعيد. قال : لماذا وأنا بعيد ؟ قلت : أجمل وأروع وأقوى، بهذا لم أفقدك أبدا، أنت مصدر الهامي ووحي وخيالي، انت أفاقي ووقود ذاتي، فانصرف عني ودعني وحدي، أحب الوحدة، أنصرف لقد حان وقت الفراق المحبب إلي. فنهض بعياء شديد ، وحاول أن يطبع على خدي قبلة الوداع، فأشحت بوجهي عنه . فقال : متى نلتقي؟ قلت : انت معي وعيناك ترافقاني أينما كنت أنا، سأحس وسأشعر أنه قد كان لنا موعدا وما زال. قال : أما انا فعلي الموعد المنتظر. قلت : حدق الى ساعتنا القديمة, واسمع أنها تغني الموعد، تغني أغنيتي وتبكي .. تتألم فيحملها الخيال فتحلم، فتتذكرك وتقول للموعد أن يأتي بأسرع وقت .

  حسين خلف موسى
وللحكاية بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق