أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

في الهوى سوا

كعادتها صباح كل يوم، تتلفن العمة أم الفوز إلى جاراتها كي تتناول بصحبتهن القهوة الصباحية.
والعمة أم الفوز ، تجاوزت الستين من العمر وهي بدينة وانفها يشبه خرطوم الفيل.تسكن لوحدها في الطابق الثاني، ولا تخرج من منزلها إلا للضرورة القصوى. وهذا الصباح حضر لعندها ثلاث نسوة من جاراتها ،وراحوا يتبادلن أطراف الحديث، قيل وقال.

وبعد أن مللن من حكي النسوان.تحدثن عن مساوئ التقدم بالعمر .
قالت الأولى: هناك مشكلة أعاني منها،عندما افتح باب خزانة الملابس أحيانا لا اذكر إذا كنت أريد أن أضع الثياب بداخلها أو أن أخرجها.
ضحكت الثانية ضحكة صفراوية ،
وقالت بصوت مرتفع: هذا ليس هما بالنسبة لي، ففي بعض الأحيان أكون في أسفل درج البناء من غير أن ادري ما إذا كنت أود الصعود إلى المنزل أو الهبوط منه والذهاب إلى السوق.
همهمت الثالثة ،وبعد طول تفكير،
ابتسمت ثم قالت:اشكر الله لأنه حفظ ذاكرتي حتى هذا اليوم.
فنقرت أم الفوز على خشب الطاولة التي أمامها إشارة منها إلى الفال الحسن.
وقالت: اسم الله عليك.
فتابعت المرأة الثالثة تقول: من ذا الذي يدق على الباب.
ظننا منها أن أحدا يقرع الباب.
هنا فكرت أم الفوز بنفسها وقالت:وأنا عندما يََرن جرس الهاتف اهرع إلى البابِ افتحه فلم أجد أحدا خلفه ومرات يحدث العكس يُقرع جرس الباب فارفع سماعة الهاتف فلا من مجيب.
فجأة .....
وقفت المرأة الأولى على طولها وهي تقول: الله..الله يا جماعة كلنا بالهوى سوا.

*حسين خلف موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق