أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

السيجارة

أبو سعيد في العقد السادس من العمر قصير القامة ناحل الجسد حزين القسمات يبدو عليه الشحوب والمرض
وقف فجأة في مكانه وعلى ظهره كيسا كبيرا يزيد من انحناءه. وفي فمه سيجارة قد انطفأت أثناء سيره ويداه مشغولتان واحدة بتهدءة كيس كبير على ظهره والثانية بحمل كيس آخر صغير من الخضروات .وضع الكيس الصغير على الأرض بينما بقي الكيس
الكبير على ظهره واخرج علبة الكبريت من جيب معطفه واحتار كيف يشعل السيجارة ،لم يحالفه الحظ في إشعالها في المرة الأولى ولا في الثانية وتكررت المحاولات لكن بدون جدوى ، أعيته الحيلة واستعصت علية الوسيلة . فانتفض الرجل ورمى علبة الكبريت على الأرض ، تمتم بكلمات غير مفهومة وهمَّ بمتابعة سيره ،فجأة تقدم منه شاب كان يراقبه اخرج من جيبه ولاعة وأشعل له السيجارة، ابتسم الرجل ابتسامة رقيقة شاكرا الشاب وتابع طريقه.

حسين خلف موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق