أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

تلك الايام 4

... سجنت نفسي في عرفتي الموحشة المسيجة بأسلاك العدم وانا استعيد الذكريات مع الرجل الذي رسم طريق حياتي اتأمل صورته المعلقة على الجدار اعاتبه والومه وألعن الحكاية والعن نفسي .. وحدتي .. فراغي، الخوف يجري في عروقي كشلال نهر يقتحم غرفة عروس في ليلة زفافها والملل ينصب لي جدار من القلق. أصبحت حياتي تسير في دوامة الذعر والقلق النفسي، والليالي تمر موشحة بقميص اسود لا نجم يرقص في سمائها ولا يطل قمر، كنت احس انني بحاجة الى انسان اشكو اليه وجعي وعذابي، الى انسان،
أقول إنسان .. احتمي وأختبئ في ظله. كنت اعتقد أن ليس من حقي كأمرة متمردة أن أدخل دنياهم لأن الرجال لم تعد رجال لم يبقى سوى أسمائهم، ورغم كل ذلك كنت أشعر أن قلبي بحاجة الى الحب الى الحنان الى شلال دفئ، وان جسدي المسجون خلف فستاني الثائر يكاد يتمزق تتفتق منة العرى ليتمرد ويتحرر من القيد ومن التقاليد البالية. وكنت أقف أمام المرآة وقتا طويلا أتأمل جمالي المتعطش للحب، أغيب الى الأبعد في عاصفة هستيرية من البكاء والكبت والألم النفسي، كنت أسأل نفسي وتناقضاتها .. لماذا لا أعيش حياتي مثل كل البنات ؟ لماذا لا أحب ؟ ... لعني حينها لم أكن أعرف ما معنى الحب ؟ لماذا لا أجرب نفسي واحب ؟ ترى ما هو الحب الحقيقي؟ أتساءل وأتعب .. أتعب وأحاول أن أطرد من رأسي هذه الأفكار، فلم أتمكن الى أن امسيت أحيا تحت سيطرة شاب حاول أن يقتحم قفص صدري ويندس فيهن، كنت اعرف ان جسدي وجمالي يثير أي رجل ويجعلني هدفا للمشاكسة. ورغم كل ذلك كنت أشعر بالضجر من حياتي المملة التي تسير بدون هدف، اشعر باني محرومة من حقي كفتاة تعيش حياتها كبقية الفتيات بدون قيود، محرومة من صدر حبيبا أتخذوه صديقا لي يبدد أوجاعي. يحررني من قيودي التي فرضتها التقاليد العفنة. ..وتنحسر نظراتي في صورة والدي المعلقة على الجدار الذي ما زال يطاردني ظله ليل نهار أركض اليه وأهرب منه ذلك هو الرجل المجهول الذي أعيش تحت سيطرته .
 يتبع

*حسين خلف موسى
 
 وللحكاية بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق