أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

خواطر أدبية > شعر الفصحي

*شعر الفصحي

الشعر هو ديوان العرب، وهو فنهم الأصيل، الذي ارتبط بالوجدان العربي، وكان ميلاد شاعر في أي قبيلة، يعتبر حدثًا ضخمًا يستحق الأفراح، وشعر الفصحى هو ما يكتب باللغة العربية، اللغة الأم التي أنزل بها القرآن الكريم، وظل الشعر حتى أواخر النصف الأول من القرن العشرين، يكتب بطريقة عمودية، يعتمد على البيت المقسم إلى شطرين، ثم ظهر الجيل الأول من كتاب الشعر الحديث، الذين ثاروا على القوالب الجامدة والثابتة، وراحوا يكتبون شعرًا جيدًا، يعتمد على التفعيلة، بصرف النظر عن
عددها في السطر الواحد، ثم تلا ذلك الثورة الثانية على موسيقى الشعر الخارجية واكتفوا بالموسيقى الداخلية واختلف الأمر عما كان عليه في السابق ويتفرع شعر الفصحى إلى:

*عمودي

أطلقت هذه التسمية على الشعر الذي يعتمد على البيت المكون من شطرين أو مصرعين والقافية الواحدة أو عدة قوافي في متتالية عددية: اثنين، أربعة، ثمانية، وهكذا، وما زال حتى الآن هناك العديد من الشعراء الذين لا يعترفون بالأبنية الحديثة في الشعر، ويكتبون أشعارهم بالشكل العمودي للقصيدة، وحسب الأصول والقواعد التي وضعها الأقدمون من محسنات بديعية وجناس وطباق واستعارة وكناية، كما أن الأوزان في أشعارهم، كما وضعها الخليل بن أحمد.

*حُر

هو الموجة الثانية، من الثورة على عمودية الشعر، وهو يعد ثورة أيضًا على الشعر الحديث، حيث تحلل الشعراء الذين يكتبون الشعر الحُر، من كافة القيود في الشكل والوزن، والقافية والروي، وظهرت قصائد تحميل سمات الشعر المترجم إلى العربية، أطلق عليه من بين ما أطلق من أسماء الشعر الحُر، ومن سماته المعرفة، والإغراق في الغموض واستخدام الرمز بكثافة، محاولة الغوص في الأعماق لاكتشاف ما خفي في التجربة الذاتية.

*حديث

بعد ظهور مدرسة الديوان بزعامة عباس العقاد، ظهرت الحاجة الملحة إلى التجديد في البناء الشعري، والتجديد في المضامين العتيقة التي دأب عليها الشعر العمودي، وكذلك الرغبة في الخروج من الذاتية، إلى رحاب العالم، والمشاركة الفعالة في مشاكله، والتفاعل مع أحداثه بطريقة مختلفة عما كان في السابق؛ ولهذا ظهر ما سمي بالشعر الحديث، حيث هدم البناء المعماري الثابت للقصيدة العربية، وتهدمت عموديته، وراح الشعراء يكتبون تجاربهم، دون التقيد بعدد معين من التفعيلات في السطر الواحد ولم يعد هناك بيتًا ولا شطرًا بالشكل المتعارف عليه في القصيدة العمودية.

*حداثة

هو الموجة الأخيرة، من موجات الشعر التي أفرزتها ثورة شعراء القرن العشرين، والتي بدأت في أربعينات القرن الماضي، وحتى الآن التجارب التي قدمها شعراء هذا الاتجاه، لم تحفر له مجرى حقيقيا نستطيع الإبحار فيه، ولم تتضح الملامح الأساسية والفروق الجوهرية بينه وبين ما سبقه من اتجاهات وتجارب، ولكن أيضًا لا يلتزم بأي شكل من الأشكال والأبنية الشعرية، ولا يلتزم بالطبع بالوزن والقافية، ونحن في انتظار الوليد الجديد للشعر أو ما يسمى الآن بما بعد الحداثة.

#حسين خلف موسى





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق