أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

آه صلاح الدين

لا تصرخي فان صراخك سيكون أقوى من صوت قذيفة تمزق جسدي لا تلبسي الأسود فانا إن مت سأموت كي تصبح أيامك أحلى وأجمل ،الوقت الآن ليس للحزن.
كلمات قالها صديقي لزوجته قبل أن يذهب إلى الحرب. وعاد بعد أيام شهيدا في تابوت.
أين هو البطل الذي يجمع الشمل ؟ قد يكون في زمن آخر زمن لا يليق بنا نحن العرب، بطل يخلصنا من الضياع والتشتت والغفلة.يا لهذا العصر ؟كم جنا علينا قبل أن نقطف
منه ثمرا أو نعرف لمشاكله حلا. كم أبكانا وكم أحزننا ؟ أصبح فيه العالم غابة يأكل قويه الضعيف. يا لهذا العصر؟ ما وجد فيه شخص يغيث أخاه غدت السرعة الحاجز الجبار الذي يسمونه الظروف وحالت بين قلوب البشر وجعلت منهم دلاء فارغة لا تملأها إلا الدولارات 0 لا مكان ولا وقت للصدق والأمانة
والمبادئ والقيم. أناس عقولهم صاعدة نحو الفضاء كالشيطان غارقة في الملذات حتى الطوفان وعندما نذكرهم بالحكماء والمصلحون "قوم الزمن الماضي" كما يسمونهم الآن تبوئوا درجة التكبر والغرور .
وقالوا:لا وقت لدينا لنسمع كلام فارغ ولدينا مصالح وأشغال انفع من الماضي.ويستمر أصحاب الموضات والمتسترين خلف التحضر والتكنولوجيا وعبيد المادة في صراعهم غفلة تجرهم إلى هاوية النسيان ،نسيان من أوجدهم ،نسيان وصايا الأجداد أولائك الذين كانوا هادئين متأنين كهبة نسيم مخلصين كثمرة طيبة صادقين وعارفين بكل شيء قبل أن تكون التكنولوجيا وغزو الفضاء .أصبحت أفكاري تتأرجح وصارت فتات كما الوطن العربي .كم أنا حزين لأنني ولدت في هذا الزمن العربي .وأمام ضريح الناصر صلاح الين الأيوبي التي تعلوه صورته، تنتابني قشعريرة من نوع غريب .إيه صلاح الدين أرك وحيدا صامتا تفكر.لو كانت مقاليد الحياة بيدي لأرجعت الزمن إلى الوراء فأدير عقارب الساعة إلى الجهة المعاكسة حتى احصل على المطلوب وبحركة من يدي أدير الزمن إلى الخلف كي استحضر يوم حطين .واجد فارسا يقول ويفعل ،وسيفا يدافع عن الحق ويسحق الشر لان هؤلاء الناس ما كانوا يسعون وراء سلطة أو جاه ومال بل كانت عقولهم تعمل بإيمانهم وألسنتهم رهن أفعالهم مخلصة ودوامهم صاعدا إلى تحقيق المعنى الصحيح للعزة والكرامة. إيه صلاح الدين أي منقلب ينقلبون أما آن الأوان . القدس تنادي الأقصى يستصرخ فلا من مجيب.
إيه صلاح الدين بالله عليك قل لي هل كان في زمن الأجداد حمقى .لا اعتقد بل كان هناك مجانين فقط الذين لا جناية للزمن عليهم .أما الحمقى أصبحوا في العصر العربي ميزة من الميزات الزمن الجديد لان أقوالهم لا تطابق أفعالهم وهانت عليهم مقدساتهم وكرامتهم.
إيه صلاح الدين أي خيال دفعني إليك لو باستطاعتي لأخذت سيفك وقاتلت مثلك وجمعت الشمل من المحيط إلى الخليج .
إيه صلاح الدين
الهم يسري نحو السراب والطريق
أنت المشرب
وروحك حلم ذاكرات في الظلام تندب
سيفا وفارسا همام كل يوم نترقب
فعد واطوي الزمان
أنت مثلا يضرب.

حسين خلف موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق