أخبار الأدب والثقاقة
""..... لا زالت الصفحات بيضاء، والمسافة بين الخطوة والطريق طويلة كمسافات الليل المتناهية. لم تأتي الكلمات . . . لم تنبعث الحروف، يبقى القلم صامتا، يمتص الجفاف أنينه فلا ينطق ولا يخترق المدى. الليل غارق بصمته وعيناي شاخصتان تحدقان بالأوراق في فراغ المسافة ، كم مضى من العمر؟ ليس مهما أن نعرف ، تعالوا معي لنضيء المصباح ونقلب صفحات أوراق العمر قبل أن تسحقنا برحيلها، حينئذ نكون أغبياء لأننا بأيدينا نغتال الحب والفرح من حياتنا فنبكي على كل لحظة ضاعت من عمرنا. "
*حسين

محاسن الخيل

الخيل مفرده خائل وهي مؤنثة والجمع خيول، وسميت الخيل خيلا لاختيالها في المشي . وقد اقسم الله جل جلاله بقوله:[ والعاديات ضبحا. فالموريات قدحا. فالمغيرات صبحا ] سورة العاديات الايات1 ـ2 ـ 3 . وقال صلى الله عليه وسلم:"لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق الخيل قال للريح:إني خالق منك خلقا اجعله عزا لأوليائي ومذلة لأعدائي وجمالا لأهل طاعتي . فقالت الريح: أخلق يا رب ،

فقبض الله منها قبضة وخلق فرسا، وقال جل وعلا: خلقتك عربيا وجعلت الخير معقودا بنواصيك" .[ والناصية : الشعر المسترسل على الجبهة ]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضا:"إناث الخيل ضهورها حرز ، وبطونها كنز".وفي سنن النسائي:
أخبرني أحمد بن حفص قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن سعيد ابن أبي عروبة عن انس قال:
-لم يكن شئ أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل.
وقيل أول من ركب الخيل النبي إسماعيل عليه السلام، وسميت بالعراب وكانت قبل ذلك وحشية .
لذلك قال الرسول العربي صلى الله عليه وسلم" اركبوا الخيل إنها ميراث أبيكم إسماعيل"
وقال الخليفة المهدي لابن دراج :أي الخيل أفضل ؟
قال: الذي إذا استقبلته نافر ،وإذا استدبرته زاخر ،وإذا استعرضته زافر. ويستحسن الطول عند الخيل في ثلاث ـ : العنق والسيب { خصلة الشعر عند العنق } والساق .
والقصر في ثلاث : الظهر والعسيب { عظم الذنب }والشعر.
والعرض في ثلاث ـ :اللباب والحاجب والخد .
والقوة في ثلاث ـ :الحافر والكاهل والقدمين .
والرحابة{ السعة } ـ :المنخرين والشدقين والجوف {البطن}.
ويفضل الفرسان إن يكون الفرس منيف في ثلاث ـ :الجوانح والقذال والقوائم الأربعة.
كذالك السواد في ثلاث ـ :الذكر والحافر والعينين.
وقد وصف الشاعر الفرنسي لامارتين عيون الجواد العربي قائلا:
ان عيون الجواد العربي هي لغة متكاملة إذ يعبر الجواد بعينيه الساحرتين عن كل شيء ويهما يفهم كل شيء وتتفجر من محاجرهما حدقة من نار وسط بياض مبق بالدم .
وقالوا بالأمثال: الخيل اعلم بفرسانها.
وقد تغني الشعراء بجمال الخيل ومحاسنها ووفائها وشجاعتها ورسموا
عنها صورا شعرية رائعة.
قال البحتري:
أما الجواد فقد بلونا يومه
وكفى بيوم مخبر عن عامه
جاري الجياد فطار عن أوهامها
سبقا وكاد يطير عن أوهامه
وكأن صهلته إذا استعلى بها
رعد يقعقع في ازدحام غمامه
وقال ابن دريد:
كأنما الجوزاء في أرساغه
والنجم في جبهته إذا بدا
وقال كشاجم وأحسن القول:
ضحك اللجين عن سواد أديمه
وكذا الظلام تنير فيه الأنجم
وأحسن ما قيل في الفرس الأبلق الأغر:
وكأنما لطم الصباح جبينه
فأقتص من مخاض في أحشائه
ولم أجد أروع وابلغ من قول امرؤ القيس في وصف الفرس:
له ايطلا ظبي وساقا نعامة
وصهوة عير قائم فوق مرقب
وعين كمرآة الصّناع تديرها
لمجرها من النّصيف المُنَقّبِ
له إذنان تعرف العتق فيهما
كسامعتي مذعورة وسط ربربِ
أما رؤية الخيل في الأحلام فقد اجمع المفسرين على إنها تعبير
عن القوة والعزة وإدرار الرزق والانتصار على العدو والله اعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق